• الفيلم العربي الوثائقي مهموم بمعاناة وطنه
• العراق عائد لقيادة السينما العربية
بغداد / محمد إسماعيل
من أول الصوت الى آخر الصدى، إمتعتنا أفلام، عرضت على مدى خمسة أيام، إختتمت بتوهج المطر مساء أمس الأربعاء.. العاشر من شباط الحالي، بأضواء الختام التي تكاثفت فيها أضواء شغلت مهرجان بغداد السينمائي الأول، الذي نظمته نقابة الفنانين ووزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح، منذ السبت الماضي، بمشاركة عربية واسعة.
أنوار زرقاء تشع من تحت المسرح الوطني، بينما مازن محمد مصطفى، إنبثق فوقه، مردداً: بغداد ما إشتبكت عليك الأعصر.. إلا ذوت ووريق عودك أخضر، مرحباً بشيخ الفنانين العرب دريد لحام، ووكيل وزارة الثقافة قاسم السوداني، ورئيس إتحاد الصحفيين العرب نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي.
أفلام روائية ووثائقية وأنيميشن وفضاءات سينمائية جديدة من إنتاج نقابة الفنانين، عرضت خلال مهرجان بغداد السينمائي الأول.. دورة محمد شكري جميل.
وقبل الإيذان بالسلام الوطني، أعلن الفنان مصطفى: مدي بساطي وأملأي أكوابي.. وإنسي العتاب فقد نسيت عتابي.. عيناك يا بغداد منـذُ طفولَتي.. شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي.
وحال جلوس الحاضرين، عزف طاهر بركات، على الكمان: جانا الهوى جانا وأتوبه من الهوى، وغناها بصوته، تلاه قاسم السلطان، بأغنية “هالليلة حلوه”.
ليلة بغدادية
تماهى الجمهور مع المطربين، بينما إرتقى نقيب الفنانين.. مدير عام دائرة السينما والمسرح.. رئيس مهرجان بغداد السينمائي د. جبار جودي العبودي، المنصة، مرحباً: أهلاً بكم في ليلة بغدادية أخرى.. أشكر راعي هذا المهرجان رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني.. لو لا دعمه الحقيقي وإهتمامه ما كنا لنكون هنا، وأضاف: شكراً لوزارة الثقافة ومستشار رئيس الوزراء الشاعر د. عارف الساعدي؛ لأن هذا المهرجان ولد على يديه.. بيني وبينه.. شكراً لوكيل وزارة الثقافة، وشكراً لنقيب الصحفيين مؤيد اللامي، و… شاكراً المسهمين في إنجاح المهرجان
حب يمني
وإستأذن اليمنيون بشكر القائمين على المهرجان، إذ قال الفنان أوسام عبد الرحمن: شعرنا أننا في بلدنا.. بين أهلنا.. دمتم بخير، في أيام توشحن بالفرح، لافتاً: عروض طرزت ذاكرتنا بأعمال عراقية وعربية عالية المستوى، تشكل حصيلة نتاج الشباب الذي يمثل رهان المستقبل.
وأفاد مدير المهرجان د. حكمت البيضاني: عروض وحوارات تواصلت طيلة أيام المهرجان، متمنياً: اللقاء في العام المقبل، بعد أن جدد المشاركون العهد على الحضور في العام المقبل، ونعاهد من جانبنا.. نظير ذلك.. على المواصلة في سبيل تحقيق سلسلة مهرجانات متواصلة تستحيل تقليداً ثقافياً راسخاً بالعطاء والإبداع والأمل والتفاؤل وحيوية الحياة.
محمد أبو العود
أشجت الفرقة الخشابة البصرية، جمهور المهرجان بأجمل ما جاد به عزف كاظم كزار، على العود مبدعاً، كأن عودين يعزفان معاً بأربع أيدٍ.. وغنت الفرقة “هالليلة حلوة” و”يمحمد يا بو العود” و”أما براوه براوة.. أما براوه” و”حلوين”.
تنويهات وجوائز
وإختتم الحفل بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات الخمس، حيث تقدمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية أولا، ليقرأ الفنان باسم قهار، رأيها الرسمي: تباينت مستويات الأفلام المشاركة وأفكارها، حيث وجدنا الفيلم الوثائقي العربي مهموم بمعاناة وطنه، لكن يعاني إرباكاً في تقديم وثيقة وبعض إلتماعات بحاجة للأخذ بها.
وأشرت اللجنة تنويهات بفيلمي “زيرو” إخراج أسعد الهلالي.. من العراق، و”مي” إخراج صلاح الحو.. من فلسطين، وذهبت الجائزة الى فيلم “سطل” إخراج عادل محمد إلحيمي.. من اليمن.
وقال إلحيمي: أعجز عن التعبير في هذه اللحظات، شاكراً: العراق شعباً وحكومة، وأشكر منظمي المهرجان.. العراق عائد لقيادة السينما العربية.
ووقفت على منصة التتويج.. خشبة المسرح الوطني، لجنة تحكيم الأفلام المشاركة في مسابقة أفلام التحريك.. الأنيميشن، برئاسة محمد غزالة، وعضوية زياد تركي وحسين العكيلي.
ونوه زياد: شاهدنا عشرة أفلام من أجمل ما جادت به مخيلة السيناريست ورؤى الرسام وأفكار المخرج، مواصلاً: نقترح إدخال الفن ضمن الدراسة الأكاديمية وتوفير المنح اللازمة بدعم من المؤسسات الرسمية والمجتمعية.. المحلية والعالمية.
وأشار الى أن: اللجنة توصلت الى التنويه بفيلمي “طيف” إخراج ميثم هاشم.. من العراق، و”زوو” إخراج طارق الريماوي.. من الأردن، في ما فاز بالجائزة فيلم “سكتش” إخراج عدي عبد الكاظم.
وحلّت على المسرح الوطني، لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، أمام الجمهور، برئاسة المخرج صلاح كرم وعضوية منال سلامة وعمار جمال.. وبيَّن كرم: ضم هذا الكرنفال ستة عشر فيلماً، حملت رسائل من معاناة الشعوب العربية التي أقحمتها إرادات دولية في حروب هوجاء.. لا تبقي ولا تذر.
وقرأت بيان لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة الفنانة منال سلامة: إرتأت اللجنة.. بعد مشاهدة ستة عشر فيلماً.. إتسمت بروح المواطنة؛ لذا توصي اللجنة بمنح أكثر من جائزة.. ذهبية وفضية وبرونزية، منوهة بفيلم “الحفرة” إخراج عدي البازي.. من لبنان، كأفضل تصوير، و”يد أمي” إخراج كاردينيا هيمن، كأفضل سيناريو (كاردينيا هيمن).. العراق، و”فوتوغراف” إخراج المهند محمد كلثوم، ونال الجائزة البرونزية فيلم “فلسطين 87” إخراج بلال الخطيب.. فلسطين، و(الموجة الأخيرة) إخراج مصطفى فرماتي، وحقق الجائزة الذهبية، فيلم “ترانزيت” إخراج باقر الربيعي.
رأس إستناد حداد، لجنة تحكيم مسابقة فضاءات سينمائية جديدة، وضمت في عضويتها: عبد الستار ناجي ود. حكمت داود.. قرأ البيان رئيس اللجنة: شاهدنا عشرة أفلام من إنتاج نقابة الفنانين توزعت بين الروائي والوثائقي والأنميشن، تباينت المستويات وأشكال المعالجة.. منها الجيدة والمقبولة، موصين بضرورة دعم وتطوير مبادرة النقابة لخلق حراك سينمائي، داعين الى الإهتمام بالصورة الدرامية، متابعاً: قررت اللجنة منح الجائزة الثالثة لفيلم (نصب الحرية) إخراج حيدر موسى.. من العراق، والثانية لـ (مظلة) إخراج حيدر فهد.. من العراق ، والأولى لفيلم (شعلة) إخراج هاني القريشي.. من العراق.
مربط النعامة
قال الحارث بن عباد “قربا مربط النعامة مني.. طال ليلي على الليالي الطوال” ولكي نختزل الزمن بفيلم حي، وصلنا جوائز الفيلم الروائي الطويل.. رأس لجنة التحكيم المخرج السوري نجدت إنزور، وضمت في عضويتها محمد المنصور.. من الكويت، وفاطمة الربيعي.. من العراق، حيث إختارت اللجنة رائد محسن.. أفضل ممثل، عن دوره في آخر السعاة، وزهراء غندور، أفضل ممثلة عن دورها في (مسي بغداد) وأفضل فيلم (المراهقون) إخراج عمر جلال، وأفضل سيناريست سعد العصامي (آخر السعاة) ومحمد عابد، عن (مطلقات الدار البيضاء) و(مسي بغداد) لسهيم عمر خليفة، وجائزة لـ (إن شاء الله ولد) إخراج أمجد رسول، أما جائزة المهرجان فذهبت الى فيلم (وداعاً جوليا) إخارج محمد كردفاني.. من السودان.